ما بعد الثورة
١٩٥٢ - ١٩٧٠
السادات وكيلا لمجلس الأمة ١٩٥٧ - ١٩٥٨


اعداد وتحرير: طه الدالي


كان أنور السادات وكيلاً لأول برلمان بعد الثورة، وبذلك شارك السادات فى صياغة الحياة البرلمانية الجديدة، ويلاحظ أن السادات لم يدخل معترك السلطة التنفيذية كوزبر، و إن كان قد عين كوزير للدولة، وقد حدث ذلك بعد أن تولى عبدالناصر رئاسة الوزارة فى 17 ابريل 1954م ،وقد دخل بعض الضباط الأحرار هذه الوزارة مثل حسين الشافعي و كمال الدين حسين و عبدالحكيم عامر و جمال سالم، أما السادات فقد تم تعيينه فى سبتمبر 1954م وزيراً للدولة .


كما يلاحظ أن السادات عندما كان وزيراً للدولة كان له مكتب فى مجلس الأمه، حتى تكون أول مجلس نيابى بعد الثورة، وأصبح السادات وكيلاً له عام 1957م .


ومع بداية عام 1957م ، بدأت الاستعدادات لانتخابات مجلس الأمه الجديد وهو أول برلمان بعد الثورة، ومن أهم الإجراءات التى اتخذت أن مجلس قيادة الثورة كان له حق الاعتراض على أى مرشح و بالتالي شطبه من قوائم المرشحين، وكان هذا الوضع ينطبق أساسا على رجال الأحزاب او الذين أظهروا معارضة للثورة او يخشى منهم، أما الإجراء الثاني فكان إغلاق بعض الدوائر على الضباط الأحرار وحدهم وخاصة الذين خرجوا من الخدمة العسكرية إلى الحياة المدنية، وقد تم بالفعل تخصيص عدد 60 دائرة انتخابية لهم، وقد نجحوا جميعاً بالفعل بالتزكية .


أما السادات فيذكر أن الاستعدادات قد بدأت من أجل انتخابات مجلس الأمه الجديد عام 1957م، و اتخذت القيادة عدة إجراءات منها، حق اعتراض الحكومة على أى مرشح، و الثاني إغلاق 60 دائرة لصالح الضباط الأحرار الذين تركوا الخدمة و أرادوا الدخول فى الحياة السياسية، وبالفعل أجريت الانتخابات و انعقد المجلس بعد خمسة سنوات كاملة من قيام الثورة ظلت فيها مصر بدون مجلس نيابي، وقد حدث أنه قبل اجتماع المجلس الجديد بثلاثة أيام، كان السادات مع عبدالناصر فى برج العرب فإذا بعبدالناصر يطلب من السادات أن يستعد ليكون رئيساً لأول مجلس نيابي بعد الثورة، ولكن قبل افتتاح المجلس بليلة واحدة، دعا عبدالناصر أعضاء مجلس الثورة إلى اجتماع عاجل فى القاهرة، وفى هذا الاجتماع أعلن عبدالناصر ترشيح البغدادي ليكون رئيساً للمجلس بصفته أقدم الموجودين فى الخدمة العسكرية .


وقد علق السادات على هذا الموقف بقوله: إن الذى يعرف عبدالناصر يعلم تماماً أنه كان ممكن أن يغير رأيه فى اخر لحظة، ولذلك كنا نحرص على ألا نذيع رأياً او قراراً لعبدالناصر إلا بعد أن يعلنه هو بنفسه .
وقد ذكر السادات كذلك أن عبدالناصر عرض منصب وكيل المجلس على أكثر من واحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة فرفضوا جميعاً، ولم يجد عبدالناصر مفراً من عرض الأمر على السادات و طلب منه قبول منصب وكيل مجلس الأمه .


وقد تعجب بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة من قبول السادات لمنصب وكيل مجلس الأمه و موافقته أن يعمل تحت رئاسة البغدادي، ويرد السادات على ذلك بقوله: أنه لم يحدث فى حياتي أن ميزت عملاً على اخر ، فمادام العمل من أجل مصر فالعمل عندي يتساوى و العبرة بالعمل و ليست بالمنصب .


و بالنسبة لمجلس الأمه المنتخب فى يوليو 1957م، فقد بلغ عدد المرشحين 1748 مرشحاً، وكان هذا المجلس أول مجلس نيابي بعد الثورة يقوم بمهام السلطة التشريعية، وإن ظلت اليد الطولى للسلطة التنفيذية، وقد بلغ عدد أعضاء هذا المجلس 342 عضواً، و لم يكد يكمل 7 أشهر من عمره حتى تم حله بمناسبة إقامة الوحدة المصرية السورية عام 1958م، و أعلن عبدالناصر دستوراً مؤقت لدولة الوحدة، يعطى لرئيس الجمهورية سلطات اوسع من تلك التى أتاحها دستور 1956م، وفى صباح يوم 23 يوليو 1957م، و مع انعقاد أول جلسة لأول برلمان منتخب بعد الثورة، نشرت جريدة الأهرام خبر ترشيح عبداللطيف البغدادي ليكون أول رئيسٍ للمجلس الجديد، و انعقد المجلس بتشكيله الجديد برئاسة أكبر الأعضاء سنا وهو أحمد صبحى عثمان الهرميل، و بعد أن أدى الأعضاء اليمين الدستورية، أعلن رئيس الجلسة بدء إجراءات انتخاب رئيس المجلس و اوضح أن الانتخاب سيكون سريا و بالأغلبية المطلقة لعدد أصوات الحاضرين، و إذا لم يحصل أحد المرشحين على الأغلبية فى المرة الأولى يعاد الانتخاب بين أعلى مرشحين أثنين فى عدد الأصوات التى نالها كل منهما، و إذا تساوى معهما او مع أحد هما واحد او أكثر فى عدد الأصوات اشترك معهما فى إعادة الانتخاب، و يكون الانتخاب هذه المرة بالأغلبية النسبية، و إذا تساوت الأصوات تجرى قرعة علنية لاختيار رئيس المجلس بين أعلى اثنين نالا أصواتًا، على أن تتبع نفس الإجراءات بالنسبة لاختيار الوكيلين .


و أجريت بالفعل عملية الانتخابات و أعلن رئيس الجلسة نتيجة فرز الأصوات كالتالي:

نال السيد / عبداللطيف محمود البغدادي 332 صوتًا
نال السيد / محمد فهمى أبو كروره 7 أصوات
نال السيد / محمد رشاد الحادق صوتا و أحد ا


وتم إعلان انتخاب السيد عبداللطيف البغدادي رئيساً للمجلس، ثم فتح باب الترشيح لمنصب الوكيلين فتقدم كل من :أنور السادات، محمد فؤاد جلال، منصور مشالي، حسين عبدالسلام الجعرانى، محمد محمود جلال، اسماعيل نجم، عبدالعظيم الدفراوى، وطلب رئيس المجلس من الأعضاء انتخاب أثنين فقط من بين المرشحين و قد أسفرت الانتخابات عن الآتي :-


أنور السادات حصل على 313 صوتاً
محمد فؤاد جلال حصل على 269 صوتاً
محمد محمود جلال حصل على 47 صوتاً
منصور مشالي حصل على30 صوتاً
اسماعيل نجم حصل على11 صوتاً
حسين عبدالسلام الجعرانى حصل على 7 أصوات
عبدالعظيم الدفراوى حصل على عدد 2 صوتين


و أعلن انتخاب السيدين / أنور السادات، محمد فؤاد جلال وكيلين للمجلس .

وبعد إعلان نتيجة الانتخاب، وقف السادات وقال: أخوتي و زملائي السادة الأعضاء، أشكر لكم هذه الثقة الغالية، و أدعو الله سبحانه و تعالى أن يوفقني و إياكم لكى نحقق لهذا البلد ما نريده له من مجدٍ و عزه و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، ثم تم تأجيل الجلسة إلى السابعة مساء لكى يؤدى الرئيس اليمين الدستورية أمام المجلس، وفى تمام الساعة السابعة و خمس دقائق دخل كبير الأمناء السيد على رشيد إلى قاعة المجلس معلنا وصول السيد رئيس الجمهورية لأداء اليمين أمام المجلس، وبعد أن أدى الرئيس اليمين، ألقى بياناً بهذه المناسبة، ثم رفعت الجلسة بعد ذلك .